الاصلاح في زمن المحاصصة

الإصلاح هو تقويم وتغير الوضع وتصليح الأخطاء التي يعاني منها أبناء الشعب دون المساس بأمن  الدولة ، وهناك فرق كبير عن الثورة التي تعني التغير الشامل والجذري للنظام . أما المحاصصة في جميع القواميس تحمل معنى واحد هي عملية تقسيم بين المكونات المشاركة  حسب الاستحقاق ، وقد ساهم نهج المحاصصة  في بناء المجتمعات الحضارية العصرية  ومنها  الأوربية التي رسخت مبدأ المحاصصة  بهدف سامي  يتجسد في توفير حياة أفضل ومستقبل زاهر . لهذا أصبحت السياسية الأوربية نهج للثقافة بين الأحزاب الوطنية المشاركة بالعملية  السياسية  المنافسة على مصلحة الوطن والشعب . وكان من المفترض أن تكون المحاصصة بالعراق نزيهة وفق معايير وطنية على نهج ثقافة الأحزاب الأوربية التي سبقتنا في هذا المجال  للتنافس على مصلحة الوطن والمواطن لتقديم حياة أفضل  بعد ما ذاقه  مرارة الحكم الدكتاتوري  لخمسة وثلاثون سنة  .

 بعد الاطلاع  المبسط عن الاصلاح والمحاصصة سؤال يطرح نفسه لماذا  أصبحت المحاصصة مقيتة في العراق يستوجب استئصالها ؟
 بالرغم الأحزاب التي شاركت في العملية السياسية منتخبة  من قبل الشــــعب نفسه ، فـــي ظـل الحكم الجمهوري البرلماني الديمقراطي ، الجواب .. أغلبية الأحــــزاب التي ساهمت فــي عملية الانتخابات لم تكن سياسية ذات مفهوم اجتـــماعي واقتـصادي، وإنمــا تنظيــمات قومية - دينــية طائفية ، وغياب الشخصية الوطنية ، وتجاهل مشروع البرنامج السياسي الوطني  الذي روج له  وقت الانتخابات  وخروج أجندات تابعة لأحزاب سياسية عن الدستور ولم تحاسب على أخطاءها واقتسام كعكة السلطة بين قادة الأحزاب وبيوتهم .
كعكة لم يتذوق منها الشعب سوى التفجيرات الدامية والبطالة المستشرية ونقص الخدمات وقلت التعليم والفساد الإداري والمالي .الذي لم يشهده التاريخ العراقي من قبل . فقد بات من الضروري العمل على إجراء عملية إصلاح شامله في بنية النظام السياسي العراقي وقطع دابر الفساد  ، ولكن اغلب الكتل السياسية العراقية ترفض إصلاحاً جذرياً للعملية السياسية، وتعتبر محاولات الإصلاح  نزع شرعية النظام السياسي برمته ، وفي حقيقة الأمر مفهوم الإصلاح و المحاصصة  لدى السياسيين يعني  ...... الدمار
                                                                                  حاتم الخفاجي

0 التعليقات:

 
حاتم الخفاجي © جميع الحقوق محفوظة